تكمن عبقرية الثورة العربية في قيام دولة الشعر المصري الحديث ، سبعة عشر عاما كاملة وكاملة قضاها البطل العسكري الثوري اللواء محمود سامي البارودي ، كتب خلالها روائع الشعر المصري الذي من أجله يستحق جائزة نوبل التي لم تكن موجودة في ذلك الوقت ، والغريب أن هناك ثلاثة شعراء في عضوية المجلس التنفيذي لقادة ثورة عرابي ، هم عرابي باشا ، محمود باشا سامي البارودي ، محمود فهمي باشا ، يعقوب سامي باشا ، عبد العال حلمي باشا ، علي فهمي باشا ، طلبة باشا عصمت (القادة السبعة) ، حسن باشا الشريعي وزير الأوقاف ، والشيخ عبد الله باشا فكري وزير التربية والتعليم.
وكما لاحظ الكاتب الكبير محمد حسين هيكل في تعريفه بالشعراء العرب في مقدمة ديوان البارودي: قال إن حالة الشعر كانت تتبلور في ذلك الوقت ، وكذلك الشيخ الوزير عبد الله فكري ، محمود صفوت الساعاتي ، قالها الكاتب الصحفي عبد الله النديم وقليل من غيره لأغراض مختلفة ، لكن البارودي كان من أسلوب غيرهم جميعًا ، كان غيرهم بنسبه وتفكيره ومثله الأعلى في فكان غيرهم بموهبته الفريدة ، إذ لم يتعلم القواعد والصرف والعروض والقوافي ، ولم يقل الشعر طالبًا بقوله ، بل قرأه لأنه في مزاجه ، ولا بد أن يغني ابنه ، وتوسل معه على عادة الشعراء الأمراء قبله ليخلقوا من بحاره حقول مجده ليعوضه عما فاته سيفه في ساحات القتال ، بعد أن أعاد الأقدار سيف مصر. إلى غمده ، وخلال تسع سنوات في الحوارات مصر ، روافد الشعر الهجائي الشعبي للثائر عبد النديم قد نضج وتحول إلى صحف ومجلات فكتب خطبًا ومسرح خمسة عشر ألف أبيات شعرية فاضت بالحب لمصر والمصريين ، بما في ذلك المقطع الخالد الذي كتبه. في يناير 1898 م.
هل تظن أننا إذا قلنا إننا متألمون أو متألمون أو يشتاق إلينا القلب؟
نعم ، من أجل المجد ، اقتحمنا الداوهي ، فيعتقد أنني سمين
تشاجرنا وهزمنا الاشتباكات. ترى ليث العرين قريتها
سواء كانت حربا أو سلاما ، نحن أناس هدانا قبل الهدنة
في الوقت نفسه ، كتب الشيخ الأزهري الوزير عبد باشا فكري ، شعرًا بليغًا بليغًا ودقيقًا وجميلًا للغاية ، لكن البارودي الضلع المهم في حالة شعراء الثورة العربية كتب لوحة تقطر بالفن. ومن بين ما كتبه الآية الشهيرة التي يستشهد بها في كتب وزارة التربية والتعليم يقول:
هل بابل منظر للعين ام هي مصر هذه لاني ارى فيها عيون سحرية
عندما دفعتني ويلات الزمان إلى الانفصال عن الأسرة والوطن ، وتحققت كلمة الوداع واستمع كل مجيب وداع ، سار شيوخنا في السفن بتقدير صاحب الملك. يقترب والبعيد ، والسفينة بين تقلبات ، والناس بين الأمل واليأس ، فتشخص العيون ، ويغيب المؤيدون ، ويأتي الذعر ، ويضرب القلق ، والدموع تحتل المقالع ، وتصل القلوب. الحناجر هناك دعا ربهم الغافلين وأذنابهم من الكفار تكفينه فلا ترى إلا من ينحني الأطراف ولا ينطق بحرف كأن رجفة طغت عليها أو غطاها الهيجان ، لذلك هم في حيرة من أمرهم لدرجة أنهم يقظون وهم نائمون ، فلا يزال الألم يداعبنا ، ويمسكنا الحزن ، حتى تكاد النفوس تضيع ، وتنتهي أظافر الموت ، ونحن في وعاء لدينا. إلا الدعاء ، وقد أصرنا في ذلك ثلاث مرات لا نجد فيها الحياة ، وكيف لنا الخلاص ، وحيث لا مخرج ، ثم بعد ما هدأ عاصفة الريح ، وثورة ابن. خمدت بريه ، وظهر نورها السماء ، و تقارب الماء والهواء. مع حضنه ، وكنا في الشهر في إيقاعه ، حتى انتهى بنا الأمر مع دبيب ، لفت سرنديب أعيننا.
البيوت التي لا تعرفها الروح ، فهي تحتوي على كل ما تشتهيه الروح
لا بأس به إلا أنه ليس فيه يانسون وفاقد الخل في غربة سجني.
وكيف أحسن العيش في ظل مدينة خالية من الآلاف التي ليس فيها بشر؟
فدخلتها مليئة بالأنين للعائلة والأولاد.
لا يمكنني درء ما جردني منه ، وليس لدي القدرة على إيذاء نفسي أو إفادة نفسي.
ما رأيك في الغائب عن السامر؟
كما وصف عبد الرحمن الرافعي شعر البارودي ، هذا الشاعر العبري ، من المستحيل التمييز بين الشعر والخطاب العادي في رسائل البارودي.
وكتب البارودي قائلا ….
فالتفت إلى اليمين ولم أجد مساعدًا ، فالتفت إلى اليسار ولم أجد ثملًا ، فالتفت الأرض بجسدي ، وأصبح الطول والعرض بالنسبة لي مريبًا ، لذلك نمت وحدي دون أن أجد. ملجأ ، وكان الليل شتاء والرياح صرصور شرس ، والسماء كانت عائلة كبيرة ليس لها إلا الله. صرَّ وجهها وارتجف ، ولمح برقها وصرخت ، واصطدمت أنقاضها وانهارت ، وأصيبت بصدمة رعدها ، فاندهشت. ويغني العصفور في روعة حلاوته ، ويتنهد العصفور في مراحل ابتذالها. صرخت في ابني الكافور ، وبدأ يرفرف مثل العصفور ، كاد يخرج من جلده ، وينتحب مثل أبناء جلده. سوف تجد منظرا جميلا ، مسرحا جميلا: أزهار فخمة ، شفاء الغدر ، ساحة تغني العقول بمياهها ، ونسيم يشفي الأمراض بأدويته ، فارتفع ، لعلك تستريح ، من أجل المطر والماء. استقرت الريح فلم يضحك على حديثه عن عمري ، وعرفت أنه ليس مني ، وأين تذهب المسرحية بقلب عفا عن رسمه ، ولم يبق في الأدغال شيء غيره. علامة ، ولكن كيف يفرح الغريب أو ينضم إلى الصبا المثير؟ مرحبًا ، ليس كل شامة عمًا ، ولا كل حلقة خلخال ، وأين نضارة منذ الطفولة؟ الجنة بين تلال البرية. والله ما وراء الوطن بيت ولا فلك في غير الكعبة. لكن من لا يجد حركة للعيش ، ومن لا يقدر على الحيلة فهو ركن. اتصل بي الطبيب لمغادرة المدينة والذهاب إلى بعض التلال الخضراء. لذلك ، بعد الاعتماد على الندى ، شرعت في السفر إلى كاندي ، وعندما استقرت في واديها وسرت عبر واديها ، صرفت انتباهي عما وجدته من الحرق ، وشربت من مرارة الانفصال.
عندما أصبحت أطرافي متوترة ، وحان وقت استراحة مرضي ، تنهدت ذات يوم ، في وسط اللا مكان ، لبعض هذه الجداول ، حتى أتمكن من تنفس أنفاس الحدائق. ثم رأيت بستانًا يغني ، وطيورًا مرنة ، وورودًا تكاد تلامس السماء. والصفير والريح بين الشهيق والزفير.
واصلت الانتقال من نجد إلى الوادي ، وانتقل من صدر إلى حضن حتى نزلت إلى تل يدعو اللطيف إلى الصبر ، فاقتربت من نبع أنقى من العين ، الذي انفجر بالسلاسل مثل لسان الصباح. ، أو مثل أسنان مصباح في بركة تغطي الهالة عندما تتساوى وتتفاخر على الذيل. بحسن روايتها ، تراجعت حصاتها عن ثغراتها ، وانفجرت في نفث بلائها ، وأحاطت بها أغصان الأشجار ، وطوقها رموش ، وتفرعت عنها مجاري اللجين ، ملتوية في انسيابها ، ملتوية. الجوانب كما لو كانت نصولًا مجردة من الكمأة ، أو تقوس لها لإزالة الرماة ، حيث أنها تجري بين غابة ملفوفة حولها ، وأشجار مبطنة ، إذا كان أنفاس الشمال تلاعب بها ، فإنها تميل إلى اليمين واليسار ، وإذا كانت الرياح الجنوبية تعبث بهم ، وكادوا يلمسون الأرض في الجنوب.
إلا أنني لم أجد في تلك المشاهد تسلي القلب والناظر ، ولا في أغاني العندليب ما يشفي كرب العندليب ، ولا صاحب الياقة يصرفني عما أجده من الشوق ، ولا النسمات. من الاصول تجعلني انسي ما انقطع عن مقدسات الدروب لكني اعتقدت ان قطرات الحزن كانت دموع سئلت من زفير الحزن واوهمت كل انوارها نحلة في الماء لها السوار ، وبدا لي أن أحمر اللمعان كان لامعًا في النار ، واعتقدت أن الأغصان كانت مثل الرماح التي قُطعت أوصافها ومقطوعة ، ورأيت أسودًا تقضم الجداول ، وعينًا تقضم الزهور ، وكلما كانت تم رسمها وضيقها وتوقف ، فجلست على جانب واحد في ذلك الجانب ، ثم رفعت أطرافي لتصل إلى السماء ، وأستدعى هذه الأسماء: اللهم ، قائد الضلال في الليل المظلم ، مساعد الهلاك في وسط اليوم الذي يخدعهم ويا المعالج من ستو الكتل المتوترة وكاشف الأحزان ، ألهمني بنعمة الصبر الذي يحميني من القلق ، البسني برداء الأمان الذي يجعلني واثقًا من الخوف ، احمني بلطفك من شر روحي ، واجعل يومي يومًا خير من مساءي ، واشتاق إلى كرمك ديباجة ، ولا تصنع إلا لحاجتي إليك ، لأنني قد أنزلت جبل الأمل عند بابك ، وتمسكت بحمايتك بحلقات الملجأ. فلا تبتعدني عن دعائك عبثًا ، لأني جئت إليك من ذنوبي تائبًا.
ثم أمسكت بقبعة المر ، ونفث الأنفاس الحارة ، وبدأت أغير الآراء ، وطلبت من عظمي عدم الظهور حتى أتيت إلى نفسي ، وراجعني بعد أي من حدسي ، وعلمت أن لكل محنة روعة ، ولكل مصيبة كرب ، وهذا الإنسان يعتمد على الحدثين ، ورأيت أن الصبر في مواجهة الشدائد هو أجدر من علامة السخونة وأي شخص. عاهده إلى الأبد ، ولم يخونه أو يعامله بلطف ، ثم لم ينزعج؟ كيف لا يتحول الوضع والزمان إلى قلب؟ أو كيف تصدق مخيلته وهو مخلب: لم يقطع وعدًا ولم يوفيه ، ولا وعد إلا أنه يدمره ، ولا أضحك إلا أنه يبكي ويوجد. لا ذل إلا أنه مصاب ، وهو أقل من صاحب الزمان ، فهرب من رعبه ، أو قاومه ولم يصدم بقدومه ، وكفى من الحوادث لمن يرى المنذر ، ولمن. يخشى عواقب شؤونه نذيرا ، والعقل هو من يتعاطف مع الآخرين ، ويميز بين نفعه وضرره ، فلا تحزن على ما مضى إذا أرجع الزمن ما أعطاه ، والحياة. ما هو إلا عار في هذه الدعارة ، فظن الجاهل أن الأمر بيده ، فنسي أن يأخذ من يومه إلى الغد ، إلى أي مدى لا يدرك بعد التعب ، ولا مخرج بعد الموت ، فتمسكوا بأقوى الوسائل في أعمالكم وخذوا المؤن بأفضل ما لديهم سيون تقوى.
0 التعليقات