- الأساسية
- متنوع
- السبت 21 كانون الثاني (يناير) 2023 – 12:55 صباحًا

سيد كاتم الصوت
لم يكن تقي الدين المقريزي مؤرخاً فقط ، بل كان عالماً لامعاً في علوم الفلك والبحار ، وكان عالماً في فلسفة الاقتصاد وشرح ذلك في كتابه العبقري “إغاثة الأمة بواسطة كشف الحزن “وفيه حدد تاريخ المجاعات في مصر وأسبابها ، كذلك أراد المقريزي في كتابه أن يطور نظرية اقتصادية مهمة مبنية على الروح العلمية والأسس المادية في مناقشته وعرضه لمادة مصر. القضايا ، لأنه يأخذ مبدأ السببية ، وينكر مبدأ القدرية ، قال في حرف واحد (لكل الأمور ، أسبابها القليلة والعظيمة ، إذا كانت أسبابها معروفة ، فمن السهل على الخبير إصلاحها ، من أجل فالمجاعات وأمثالها ليست شيئًا مفروضًا على الإنسان من فوق ، ينزل بالترتيب ، ويرتفع ، إنه أمر ، تمامًا كما أنه ليس نتيجة جهل وعمى الطبيعة ، دون أن يكون للإنسان دور فيه ، بل هو كذلك. وهي ظاهرة مادية واجتماعية لا أ دائمًا ما يصاحب البشر ، لكنه يحدث في وقت واحد وينقطع في وقت آخر. كل شيء خاضع للتطور ، يولد وينمو ويموت).
ما عجب المقريزي الذي سبق عصره بمئات السنين فكتب وقدم لنا أفكارا عن بعض الظواهر النقدية أو ظاهرة المجاعة أو ما يمكن التعبير عنه في أزمة المجتمع الرأسمالي (شخّص النقص في إنتاج المنتجات والسلع وارتفاع أسعارها ، وأظهر تأثير العامل النقدي على مقدار المال في النشاط الاقتصادي من خلال تأثيره على المستوى العام للأسعار ، كما لاحظ عدم وجود عملات معدنية ثمينة ( الذهب والفضة) ، مما ترك مجالاً للعملات النحاسية المتداولة خلال فترة المجاعة ، لأن ارتفاع الأسعار قلل من القيمة الشرائية للنقود ، ولأن الذهب والفضة كمعدنين ثمينين ارتفع سعرهما ، مما جعل استخدامهما في صناعة الحلي والأواني وغيرها أكثر ربحية وهي (ظاهرة قتال المصريين على كنز الذهب) ، وهكذا نجد في فكر المقريزي ما يسمى بنظرية أو قانون كريش. صباحًا (1519 م – 1579 م) ، والذي جاء بعده بحوالي قرنين من الزمان وتحدث في الحديث عن الأزمات الاقتصادية والمجاعات التي مرت بها مصر ، لتصور لنا ما كان على معظم فئات الشعب والجماهير المصرية أن تتحمله من حيث مختلف المحن والمآسي ، بينما كان الحكام غافلين ، فضل معظمهم الابتعاد عن الجماهير ، وعملوا كل اهتمامهم في جني الأموال وتحصيلها ومضاعفتها ، والاحتفاظ بالسلطة والحكم بمختلف الوسائل الأخلاقية وغير الأخلاقية ، و مهما حدث لأهل الألم والمصائب.
واستطاع المقريزي تحديد الأسباب التي أدت إلى وقوع هذه المآسي والمجاعات ووصفها واحدة تلو الأخرى تفاديا لها وعدم الوقوع فيها مرة أخرى. بما في ذلك حوالي ستة وعشرين مجاعة) ، وشرح وسائل الإنتاج البسيطة ، في المدينة ، ولكن في الريف ، لم تكن وسائل الإنتاج أكثر من المحاريث اليدوية التقليدية والزراعة التقليدية المبكرة.
يوضح المقريزي أن النكبات والمحن قد أصبحت عظيمة على الناس في مصر لدرجة أن الناس اعتقدوا أن هذه المحن لم تكن مثلهم في الماضي ، ولم يمر الوقت على شكلهم. مصالح الناس وهذه الأزمة التي تمر بها مصر حاليا ما هي إلا نفس ما مرت به من أزمات ومصائب ومحن مرت بها في أزمات الماضي.
حاول المقريزي أن يذكر الأزمات والمحن والمجاعات التي مرت بها مصر في الماضي ، مما يوضح أنها كانت أشد وأشد صعوبة من تلك المحن التي حلت بالناس في هذا الوقت أضعافا مضاعفة ، حتى لو كانت الأزمة الحالية عارمة. الشاهد والماضي كان خبرا.
وشدد المقريزي على أن المحن والأزمات تتبع تباعا على هذا الكون منذ بداية الخلق وفي جميع البلدان والبلدان ، ويحاول أن يوضح في كتابه ما حدث لمصر وشعب مصر من المجاعات منذ آدم إلى الوقت الحاضر. الزمن “الذي عاشه” ويعود إلى التاريخ ويحاول أن يشرح ويذكر أهم ما حدث لأهل مصر من مصائب على مر العصور. على حد قول الأستاذ إبراهيم بن واصف شاه في كتابه “أخبار مصر قبل الإسلام” ، يذكر أن أول ارتفاع في الأسعار حدث في مصر كان في عهد الملك السابع عشر لمصر قبل الطوفان. شلهوب ، وسبب غلاء الثمن هو غزارة الأمطار وندرة مياه النيل ، فتعقمت الحيوانات ، وحدث الموت فيها ، لأن الله تعالى أراد إبادة العالم بالفيضان.
عرف المقريزي حتى كل تفاصيل حياة مصر والمصريين قبل الزمان ، فقال: كان اسمها في العصر الأول قبل الطوفان جزيلة ثم سميت مصر ، واختلف أهل العلم في بمعنى الذي سميت هذه الأرض بمصر. ابن آدم وهو أول مصر ، وقيل: بل سميت على اسم مصر الثانية ، وهو مصرم بن ياروش الجبار بن مسريم الأول ، وكان يسمى مصر بن نصر بن حم بعد. الفيضان. وقال آخرون: وهو اسم عربي مشتق ، فإن من ذهب إلى أن مصر اسم غير عربي ، ثم استدل على ما رواه أهل العلم في الأخبار من نزول مصر بن نصر إلى هذه الأرض ، قسمته على أولاده فعرفته بها.

0 التعليقات